نصيره بنت الجبل
مقدمة
في شمالنا ألحبيب وتحديدا في منطقه جبل البركل، هنالك اسطورة تتداولها الاجيال جيلا بعد جيل، هي اسطورة (نصيره بنت الجبل) والتي ينظر اليها أهل المنطقه علي أنّها ارث تاريخي يعكس ثقافه المنطقه، ليس هكذا فحسب حتي في مجال الفولوكلور الشعبي نجد أن هذه الاسطوره اخذت حيزا كبيرا وتناولها كثيرا من النقاد والمختصين بالسرد والتعقيب، كذلك لا أنسي نصيبها من الشعر فقد وثق لها الشاعر محمد الحسن سالم (حِمّيد) في احدي قصائده هذه الأسطورة تناولتها الحبوبات يحكينها حسب مقدرة كل منهنّ على الحبكة.. أمّا قصتي هذه فلا علاقة لتفاصيلها بالأسطورة الأصل فهي من نسج الخيال. هكذا ظلّت قصّة نصيرة راسخة في ذهني منذ الصغر، بكل التفاصيل الواردة في القصة.. ولا أدري من أين وكيف!! ربما تأثرت بقصة أهل الكهف، ربّما..!!
نصيرة بنت الجبل
1
في ذلك الصباح من شتاء عام 1806م، وقفت أمام مدخل جبل البركل فتاة فارعة ممشوقة القوام في لون حبة القمح، يتدلى شعرها إلى ردفيها. ترتدي ملابس تبدو مصنوعة من الحرير الطبيعي، بالرغم من قدمها لم تزل لامعة. والفتاة نفسها برغم ما يغطي جسدها من غبار تبدو كأميرة مسافرة تزف لفارس أحلامها. كان الجوّ غايةً في البرودة ورياح الشمال الجافة تحمل حبات الرمل الحادة الأطراف لتصطدم بجسدها اللدن وخاصة أرجلها الممتلئة حتى اللا نعل (حيث كانت حافية) فتؤلمها أيّما إيلام.. وقفت الفتاة في حيرة، والجو القاسي لايساعدها على اجترار ذاكرتها. فهي لا تعرف من أين أتت؟؟ وإلى أين هي ذاهبة؟؟؟.. وأخيرا فكرت أن تلجأ إلى عمود المعبد الأثري لتتخذ منه ساتراً. بدأت الأميرة نصيرة تجتر ذاكرتها رويدا رويدا، بالكاد تذكرت إسمها نصرة إسم الدلع نصيرة. والدتها آسيا، والدها عثمان شقيقتها الصغرى يانسونة، شقيقها الأكبر يس. لكن أين هم؟ أين ذهبوا وتركوها لوحدها في هذا الغفر اليباب؟ إعتصرت نصيرة ذهنها وكأنها تسترجع حلما أضاعته منها هذه الصحوة المفاجئة. وبعد جهد جهيد تذكرت اللحظة الرهيبة فغلبها البكاء. بكت بحرقة وكان نحيبها منخفضا، لأن ماتغالبه من برد وجوع لايتيح لها حتى البكاء بصوت مرتفع..
وبزغت الشمس، شمس يوم لاتعرفه ولايعرفها. وبدأت نصيرة تنظرحولها، لم تجد معلما تعرفه. ثم نظرت ناحية النيل، فهي تعرف إتجاهه تماما، ولكن ماهذه الأشجار الغريبة؟؟؟ لم تر في حياتها أشجارا تماثلها.. ماذا حدث لها؟ هل هي في بلد آخر ؟؟
لكنه نفس الجبل البركل لم تتغير معالمه ولم تتبدّل.. إختلطت بنات أفكارها كأنما أصاب عقلها فايروس وفجأة وهي تعاني من هذا الدوار شعرت بيد خشنة تربّت على كتفها..
شيخ تربع فوق العقد السادس، وجهه صبوح، توسطت جبينه غُرّة الصلاة، وتحت طاقيته الحمراء على جانبي رأسه بدأ شعر رأسه مزدان بشيب تشوبه الخضرة، طلعته المريحة ألبست قلب الأميرة ثوب الميمنة.. وبعد عبارات السلام و الترحيب خاطبها قائلاً:ـ
يبدو عليك التعب يابُنيتي، تعالي معي.. فتبعته دون أن تنطق ببنت شفة. فخلع ملفحته الصوفية ووضعها على كتفيها الرقيقين، ثم أمسك بيدها وقادها نحو حماره الذي كان يقف قريبا ينتظر، ساعدها على امتطاء ظهر الحمار بعد أن وضع على اللباد الخشن ثوبا قطني أخرجه من المخلاة المعلقة على جانب السرج.
وسار أمامها ومقود الدابة في يده، ولم يسألها حتى عن إسمها..
بعد مسيرة مايقارب الكيلومتر في اتجاه النيل وسط الحقول المزروعة قمحا وبرسيما، وفي نهاية أحد الحقول توقف عند منزل كبير مبني من اللبن (الطين) وأخرج مفتاحا خشبيا وفتح الباب السنطي الثقيل، وأدخل الحمار براكبته إلى المنزل الذي بدا واسعا من الداخل. به أربع غرف تتوسطها صالات من الأمام والخلف، أبواب الصالات واسعة تعلوها أقواس بنيت من الطوب اللبن الأخضر، الحوائط عريضة وكل المنزل من الداخل والخارج مطلي بالجير الأبيض. مدّ يده ليساعدها على الترجل من فوق الحمار فقفذت من فوق الحمار يرشاقة فارس. نظر إليها مبتسما وأشار مرحبا بالدخول لأحدى الغرف. دخلت الغرفة فوجدتها فارغة إلا من سريرين وصندوق مستطيل (سحّارة)، ومنضدة وضعت عليها بعض القوارير الخشبية والزجاجية. لم يخف عليها أنها غرفة نوم الشيخ الوقور. ولكن لم يزاولها أي شك أو خوف. دخل عليها الشيخ بعد حين بصحبة امرأة تبدو وضيئة الوجه.. ورغم أن عمرها قد تعدى الخمسين إلا أن وجهها طفولي لا تبدو عليه أيّة تعاريج. دخلت تحمل إناءا مليئاً بالحليب الدافئ قدمته لها بعد أن سلمت عليها وقبلتها. شربت نصيرة الحليب وحمدت الله، فردّ الشيخ:ـ هنيئا لمن حمد الله، ثم وجه الحديث لزوجته قائلاً:ـ أكرمي نصيرة واعتبريها واحدة من بناتنا، ولا تسأليها عن شيئ حتى أعود. وخرج للتو. وبعد خروجه انتبهت نصيرة بأن الشيخ نطق بإسمها، كيف عرفه وهي لم تخبره. أدخلتها آسيا زوجة الشيخ، وهذا هو إسمها، حمام دافئ شبيه بحمّام البخار، وألبستها ملابس قطنية تعلوها فنله من الصوف وأدخلتها غرفة أخرى وأحضرت بناتها الخمسة للسلام والترحيب بها. ثم خرجن وتركنها لوحدها بعد أن قدمت لها السيدة فطيرة من القمح ياللبن الرائب وعرّفتها ببناتها من الكبرى آمنة، فاطمة، رقية، زينب، ثم الصغرى يانسونة.. يالله إنها أختها الصغرى نفس الملامح والشبه، لكنها ليست هي، الطول مختلف، أختها أطول، وهذا هو الإختلاف الوحيد. ثم خرجن جميعا لتأخذ قسطا من الراحة. إستسلمت نصيرة للنوم بعد أن أرقت قليلا لسببين:ـ كيف عرف الشيخ إسمها؟؟ والشبه الشديد مع تطابق الأسماء لليانسونتين.. لكن النوم غلّاب.. وبعد نوم هادئ عميق لم تتخلله أحلام،
مقدمة
في شمالنا ألحبيب وتحديدا في منطقه جبل البركل، هنالك اسطورة تتداولها الاجيال جيلا بعد جيل، هي اسطورة (نصيره بنت الجبل) والتي ينظر اليها أهل المنطقه علي أنّها ارث تاريخي يعكس ثقافه المنطقه، ليس هكذا فحسب حتي في مجال الفولوكلور الشعبي نجد أن هذه الاسطوره اخذت حيزا كبيرا وتناولها كثيرا من النقاد والمختصين بالسرد والتعقيب، كذلك لا أنسي نصيبها من الشعر فقد وثق لها الشاعر محمد الحسن سالم (حِمّيد) في احدي قصائده هذه الأسطورة تناولتها الحبوبات يحكينها حسب مقدرة كل منهنّ على الحبكة.. أمّا قصتي هذه فلا علاقة لتفاصيلها بالأسطورة الأصل فهي من نسج الخيال. هكذا ظلّت قصّة نصيرة راسخة في ذهني منذ الصغر، بكل التفاصيل الواردة في القصة.. ولا أدري من أين وكيف!! ربما تأثرت بقصة أهل الكهف، ربّما..!!
نصيرة بنت الجبل
1
في ذلك الصباح من شتاء عام 1806م، وقفت أمام مدخل جبل البركل فتاة فارعة ممشوقة القوام في لون حبة القمح، يتدلى شعرها إلى ردفيها. ترتدي ملابس تبدو مصنوعة من الحرير الطبيعي، بالرغم من قدمها لم تزل لامعة. والفتاة نفسها برغم ما يغطي جسدها من غبار تبدو كأميرة مسافرة تزف لفارس أحلامها. كان الجوّ غايةً في البرودة ورياح الشمال الجافة تحمل حبات الرمل الحادة الأطراف لتصطدم بجسدها اللدن وخاصة أرجلها الممتلئة حتى اللا نعل (حيث كانت حافية) فتؤلمها أيّما إيلام.. وقفت الفتاة في حيرة، والجو القاسي لايساعدها على اجترار ذاكرتها. فهي لا تعرف من أين أتت؟؟ وإلى أين هي ذاهبة؟؟؟.. وأخيرا فكرت أن تلجأ إلى عمود المعبد الأثري لتتخذ منه ساتراً. بدأت الأميرة نصيرة تجتر ذاكرتها رويدا رويدا، بالكاد تذكرت إسمها نصرة إسم الدلع نصيرة. والدتها آسيا، والدها عثمان شقيقتها الصغرى يانسونة، شقيقها الأكبر يس. لكن أين هم؟ أين ذهبوا وتركوها لوحدها في هذا الغفر اليباب؟ إعتصرت نصيرة ذهنها وكأنها تسترجع حلما أضاعته منها هذه الصحوة المفاجئة. وبعد جهد جهيد تذكرت اللحظة الرهيبة فغلبها البكاء. بكت بحرقة وكان نحيبها منخفضا، لأن ماتغالبه من برد وجوع لايتيح لها حتى البكاء بصوت مرتفع..
وبزغت الشمس، شمس يوم لاتعرفه ولايعرفها. وبدأت نصيرة تنظرحولها، لم تجد معلما تعرفه. ثم نظرت ناحية النيل، فهي تعرف إتجاهه تماما، ولكن ماهذه الأشجار الغريبة؟؟؟ لم تر في حياتها أشجارا تماثلها.. ماذا حدث لها؟ هل هي في بلد آخر ؟؟
لكنه نفس الجبل البركل لم تتغير معالمه ولم تتبدّل.. إختلطت بنات أفكارها كأنما أصاب عقلها فايروس وفجأة وهي تعاني من هذا الدوار شعرت بيد خشنة تربّت على كتفها..
شيخ تربع فوق العقد السادس، وجهه صبوح، توسطت جبينه غُرّة الصلاة، وتحت طاقيته الحمراء على جانبي رأسه بدأ شعر رأسه مزدان بشيب تشوبه الخضرة، طلعته المريحة ألبست قلب الأميرة ثوب الميمنة.. وبعد عبارات السلام و الترحيب خاطبها قائلاً:ـ
يبدو عليك التعب يابُنيتي، تعالي معي.. فتبعته دون أن تنطق ببنت شفة. فخلع ملفحته الصوفية ووضعها على كتفيها الرقيقين، ثم أمسك بيدها وقادها نحو حماره الذي كان يقف قريبا ينتظر، ساعدها على امتطاء ظهر الحمار بعد أن وضع على اللباد الخشن ثوبا قطني أخرجه من المخلاة المعلقة على جانب السرج.
وسار أمامها ومقود الدابة في يده، ولم يسألها حتى عن إسمها..
بعد مسيرة مايقارب الكيلومتر في اتجاه النيل وسط الحقول المزروعة قمحا وبرسيما، وفي نهاية أحد الحقول توقف عند منزل كبير مبني من اللبن (الطين) وأخرج مفتاحا خشبيا وفتح الباب السنطي الثقيل، وأدخل الحمار براكبته إلى المنزل الذي بدا واسعا من الداخل. به أربع غرف تتوسطها صالات من الأمام والخلف، أبواب الصالات واسعة تعلوها أقواس بنيت من الطوب اللبن الأخضر، الحوائط عريضة وكل المنزل من الداخل والخارج مطلي بالجير الأبيض. مدّ يده ليساعدها على الترجل من فوق الحمار فقفذت من فوق الحمار يرشاقة فارس. نظر إليها مبتسما وأشار مرحبا بالدخول لأحدى الغرف. دخلت الغرفة فوجدتها فارغة إلا من سريرين وصندوق مستطيل (سحّارة)، ومنضدة وضعت عليها بعض القوارير الخشبية والزجاجية. لم يخف عليها أنها غرفة نوم الشيخ الوقور. ولكن لم يزاولها أي شك أو خوف. دخل عليها الشيخ بعد حين بصحبة امرأة تبدو وضيئة الوجه.. ورغم أن عمرها قد تعدى الخمسين إلا أن وجهها طفولي لا تبدو عليه أيّة تعاريج. دخلت تحمل إناءا مليئاً بالحليب الدافئ قدمته لها بعد أن سلمت عليها وقبلتها. شربت نصيرة الحليب وحمدت الله، فردّ الشيخ:ـ هنيئا لمن حمد الله، ثم وجه الحديث لزوجته قائلاً:ـ أكرمي نصيرة واعتبريها واحدة من بناتنا، ولا تسأليها عن شيئ حتى أعود. وخرج للتو. وبعد خروجه انتبهت نصيرة بأن الشيخ نطق بإسمها، كيف عرفه وهي لم تخبره. أدخلتها آسيا زوجة الشيخ، وهذا هو إسمها، حمام دافئ شبيه بحمّام البخار، وألبستها ملابس قطنية تعلوها فنله من الصوف وأدخلتها غرفة أخرى وأحضرت بناتها الخمسة للسلام والترحيب بها. ثم خرجن وتركنها لوحدها بعد أن قدمت لها السيدة فطيرة من القمح ياللبن الرائب وعرّفتها ببناتها من الكبرى آمنة، فاطمة، رقية، زينب، ثم الصغرى يانسونة.. يالله إنها أختها الصغرى نفس الملامح والشبه، لكنها ليست هي، الطول مختلف، أختها أطول، وهذا هو الإختلاف الوحيد. ثم خرجن جميعا لتأخذ قسطا من الراحة. إستسلمت نصيرة للنوم بعد أن أرقت قليلا لسببين:ـ كيف عرف الشيخ إسمها؟؟ والشبه الشديد مع تطابق الأسماء لليانسونتين.. لكن النوم غلّاب.. وبعد نوم هادئ عميق لم تتخلله أحلام،
الأحد يناير 12, 2014 11:24 am من طرف احمد عبدالعظيم
» بورتسودان ، عروس على شاطئ الجمال
الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 6:51 pm من طرف شذى الياسمين
» كيف نقي أنفسنا من أشعة الشمس الضارّة فى فصل الصيف ؟
الأربعاء أبريل 17, 2013 4:46 pm من طرف shery adel
» الحب تلك الكلمة المكونة من حرفين
الثلاثاء أبريل 16, 2013 8:12 pm من طرف shery adel
» موضوع جميل عن الصداقة ........!
الخميس أبريل 11, 2013 10:17 pm من طرف shery adel
» أنآقـــه اللسآن
السبت أبريل 06, 2013 9:00 pm من طرف shery adel
» أفضل شيء عند الشباب والبنات....................
الإثنين أبريل 01, 2013 6:04 pm من طرف shery adel
» كل ماسكات التبيض للبشره والجسم
الأحد مارس 31, 2013 4:20 pm من طرف shery adel
» سبوع بس وهتحصلي علي معده مشدوده وجسم مثلي
الثلاثاء مارس 26, 2013 3:14 pm من طرف shery adel